تاريخ
آخر تحديث بتاريخ: 3 سنوات

ملحمة جلجامش رحلة البحث عن الخلود

ملحمة جلجامش (Epic of Gilgamesh)قصيدة ملحمية من آداب بلاد الرافدين القديمة وتُعدّ أقدم الأعمال الأدبية العظيمة وثاني أقدم النصوص الدينية المتبقية من تلك الفترة، بعد نصوص الأهرام الدينية. يبدأ التاريخ الأدبي ل ملحمة جلجامش بخمس قصائد سومرية عن بلجاميش (وهي الكلمة السومرية لجلجاميش)، ملك الوركاء، يعود تاريخ القصائد إلى عصر سلالة أور الثالثة. استُخدمت هذه القصص المتفرقة فيما بعد كمصدر مرجعي لقصيدة ملحمية مجمّعة في اللغة الأكادية تحمل أقدم نسخة متبقية من تلك الملحمة المجمّعة اسم «البابلي القديم»، ويعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وسُمّيت بالكلمات في مطلع القصيدة («أعظم جميع الملوك»).

لم يتبقّ مِن ملحمة جلجامش سوى بضعة ألواح طينية. أما النسخة التالية «القياسية» التي جمعها سين-لقي-ونيني يعود تاريخها إلى ما بين القرنين الثالث عشر والعاشر قبل الميلاد وتحمل الاسم «هو الذي رأى الهاوية»، أو بكلمات معاصرة: «هو الذي يرى الغيب»). تقريبًا تمّ استرجاع ثلثيّ هذه النسخة ذات الألواح الطينية الإثني عشر. اكتُشفت بعض النسخ الأفضل حالًا في أنقاض مكتبة آشور بانيبال الملكية من القرن السابع قبل الميلاد.

يدور القسم الأول من قصة ملحمة جلجامش، ملك الوركاء، وإنيكدو، وهو رجل جامحٌ خلقته الآلهة لوضع حدّ لطُغيان جلجامش على شعب الوركاء. بعد أن يتأنسن إنيكدو عبر إقامته علاقة جنسية مع مومس، ينطلق إلى مملكة الوركاء، حيث يطلب تحدّي جلجامش لاختبار مقدار قوته. يفوز جلجامش في التحدي، ومع ذلك، يصبح الرجلان صديقين، وينطلقان معًا في رحلة تدوم لستة أيام إلى غابة الأرز السحرية، حيث يخططان لقتل الحارس، خومبابا الرهيب، وقطْع شجرة الأرز المقدسة.

تُرسل الإلهة عشتار ثور الجنة لعقاب جلجامش على رفضها التقرّب منه. يقتل جلجامش وإنيكدو ثور الجنة، وعلى إثر ذلك يتخذ الآلهة قرارهم بالحُكم على إنكيدو بالموت، ويقتلونه في الجزء الثاني من ملحمة جلجامش ، يدفع الأسى على موت إنكيدو بجلجامش إلى القيام برحلة طويلة محفوفة بالمخاطر لاكتشاف سرّ الحياة الأبدية. في نهاية المطاف يكتشف أن «الحياة التي تسعى في إِثرها لن تنالها أبدًا. لأن الآلهة عند خلقِها البشر، جعلت الموت من نصيبهم، واستأثرت بالخلود نصيبًا لها وحدها».

على أيّ حال، فقد طارت شهرة جلجامش في الآفاق، وعمّرت طويلًا بعد موته، بسبب مشاريعه العمرانية العظيمة، ونقله لنصيحة أسدتها له سيدوري، وما أخبره إياه الرجل الخالد أوتنابيشتيم عن الطوفان العظيم؛ ولقيت قصة ملحمة جلجامش اهتمامًا متزايدًا وتُرجمت إلى العديد من اللغات وتظهر في العديد من الأعمال الأدبية الشهيرة.

بداية ملحمة جلجامش

تبدأ ملحمة جلجامش بالحديث عن جلجامش، ملك أورك – الوركاء الذي كانت والدته إله خالدا ووالده بشرا فانيا ولهذا قيل بأن ثلثيه إله والثلث الباقي بشر. وبسبب الجزء الفاني منه يبدأ بإدراك حقيقة أنه لن يكون خالدا. تجعل الملحمة جلجامش ملكا غير محبوب من قبل سكان أورك؛ حيث تنسب له ممارسات سيئة منها ممارسة تسخير الناس في بناء سور ضخم حول أورك العظيمة.

ابتهل سكان أورك للآلهة بأن تجد لهم مخرجا من ظلم جلجامش فاستجابت الآلهة وقامت إحدى الإلهات، واسمها أرورو، بخلق رجل من الطين وحي كان الشعر الكثيف يغطي جسده ويعيش في البرية يأكل الأعشاب ويشرب الماء مع الحيوانات؛ أي أنه كان على النقيض تماما من شخصية جلجامش. ويرى بعض المحللين أن هناك رموزا إلى الصراع بين المدنية وحياة المدن الذي بدأ السومريون بالتعود عليه تدريجيا بعد أن غادروا حياة البساطة والزراعة المتمثلة في شخصية أنكيدو.

كان أنكيدو يخلص الحيوانات من مصيدة الصيادين الذين كانوا يقتاتون على الصيد، فقام الصيادون برفع شكواهم إلى الملك جلجامش؛ فأمر إحدى خادمات المعبد بالذهاب ومحاولة إغراء أنكيدو ليمارس الجنس معها؛ وبهذا تبتعد الحيوانات عن مصاحبة أنكيدو ويصبح أنكيدو مروضا ومدنيا. حالف النجاح خطة الملك جلجامش، وبدأت خادمة المعبد -وكان اسمها شمخات، وتعمل خادمة في معبد الآلهة عشتار – بتعليم أنكيدو الحياة المدنية؛ ككيفية الأكل واللبس وشرب النبيذ، ثم تبدأ بإخبار أنكيدو عن قوة جلجامش وكيف أنه يدخل بالعروسات قبل أزواجهن.

ولما عرف أنكيدو بهذا قرر أن يتحدى جلجامش في مصارعة ليجبره على ترك تلك العادة. يتصارع الاثنان بشراسة؛ فهما متقاربان في القوة، ولكن الغلبة في النهاية كانت لجلجامش، حيث اعترف أنكيدو بقوة جلجامش، وبعد هذه الحادثة يصبح الاثنان صديقين حميمين.

يحاول جلجامش دائما القيام بأعمال عظيمة ليبقى اسمه خالدا؛ فيقرر في يوم من الأيام الذهاب إلى غابة من أشجار الأرز؛ فيقطع جميع أشجارها، وليحقق هذا عليه القضاء على حارس الغابة، وهو مخلوق ضخم وقبيح اسمه خومبابا. ومن الجدير بالذكر أن غابة الأرز كان المكان الذي تعيش فيه الآلهة ويعتقد أن المكان المقصود هو غابات أرز لبنان.

جلجامش في غابات الأرز

يبدأ جلجامش وأنكيدو رحلتهما نحو غابات أشجار الأرز بعد حصولهما على مباركة شمش إله الشمس الذي كان أيضا إله الحكمة عند البابليين والسومريين وهو نفس الإله الذي نشاهده في مسلة حمورابي المشهورة وهو يناول الشرائع إلى الملك حمورابي وأثناء الرحلة يرى جلجامش سلسلة من الكوابيس والأحلام لكن أنكيدو الذي كان في قرارة نفسه متخوفا من فكرة قتل حارس الغابة يطمأن جلجامش بصورة مستمرة على أن أحلامه تحمل معاني النصر والغلبة.

ملحمة جلجامش

عند وصولهما الغابة يبدآن بقطع أشجارها فيقترب منهما حارس الغابة خومبابا ويبدأ قتال عنيف ولكن الغلبة تكون لجلجامش وأنكيدو حيث يقع خومبابا على الأرض ويبدأ بالتوسل منهما كي لا يقتلاه ولكن توسله لم يكن مجديا حيث أجهز الاثنان على خومبابا وأردياه قتيلا. أثار قتل حارس الغابة غضب إلهة الماء أنليل حيث كانت أنليل هي الآلهة التي أناطت مسؤولية حراسة الغابة بخومبابا.

بعد مصرع حارس الغابة الذي كان يعتبر وحشا مخيفا يبدأ اسم جلجامش بالانتشار ويطبق شهرته الآفاق فتحاول الآلهة عشتار التقرب منه بغرض الزواج من جلجامش ولكن جلجامش يرفض العرض فتشعر عشتار بالإهانة وتغضب غضبا شديدا فتطلب من والدها آنو، إله السماء، أن ينتقم لكبريائها فيقوم آنو بإرسال ثور مقدس من السماء لكن أنكيدو يتمكن من الإمساك بقرن الثور ويقوم جلجامش بالإجهاز عليه وقتله.

بعد مقتل الثور المقدس يعقد الآلهة اجتماعا للنظر في كيفية معاقبة جلجامش وأنكيدو لقتلهما مخلوقا مقدسا فيقرر الآلهة على قتل أنكيدو لأنه كان من البشر أما جلجامش فكان يسري في عروقه دم الآلهة من جانب والدته التي كانت إلهة فيبدأ المرض المنزل من الآلهة بإصابة أنكيدو الصديق الحميم لجلجامش فيموت بعد فترة.

رحلة جلجامش في بحثه عن الخلود

بعد موت أنكيدو يصاب جلجامش بحزن شديد على صديقه الحميم حيث لا يريد أن يصدق حقيقة موته فيرفض أن يقوم أحد بدفن الجثة لمدة أسبوع إلى أن بدأت الديدان تخرج من جثة أنكيدو فيقوم جلجامش بدفن أنكيدو بنفسه وينطلق شاردا في البرية خارج أورك وقد تخلى عن ثيابه الفاخرة وارتدى جلود الحيوانات. بالإضافة إلى حزن جلجامش على موت صديقه الحميم أنكيدو كان جلجامش في قرارة نفسه خائفا من حقيقة أنه لابد من أن يموت يوما لأنه بشر والبشر فانٍ ولا خلود إلا للآلهة.

بدأ جلجامش في رحلته للبحث عن الخلود والحياة الأبدية. لكي يجد جلجامش سر الخلود عليه أن يجد الإنسان الوحيد الذي وصل إلى تحقيق الخلود وكان اسمه أوتنابشتم والذي يعتبره البعض مشابها جدا أن لم يكن مطابقا لشخصية نوح في الأديان اليهودية والمسيحية والإسلام.

وأثناء بحث جلجامش عن أوتنابشتم يلتقي بإحدى الإلهات واسمها سيدوري التي كانت آلهة النبيذ وتقوم سيدوري بتقديم مجموعة من النصائح إلى جلجامش والتي تتلخص بأن يستمتع جلجامش بما تبقى له من الحياة بدل أن يقضيها في البحث عن الخلود وأن عليه أن يشبع بطنه بأحسن المأكولات ويلبس أحسن الثياب ويحاول أن يكون سعيدا بما يملك لكن جلجامش كان مصرا على سعيه في الوصول إلى أوتنابشتم لمعرفة سر الخلود فتقوم سيدوري بإرسال جلجامش إلى الطَوَّافٌ أورشنبي، ليساعده في عبور بحر الأموات ليصل إلى أوتنابشتم الإنسان الوحيد الذي استطاع بلوغ الخلود.

ملحمة جلجامش

عندما يجد جلجامش أوتنابشتم يبدأ الأخير بسرد قصة الطوفان العظيم الذي حدث بأمر الآلهة وقصة الطوفان هنا شبيهة جدا بقصة طوفان نوح، وقد نجى من الطوفان أوتنابشتم وزوجته فقط وقررت الآلهة منحهم الخلود. بعد أن لاحظ أوتنابشتم إصرار جلجامش في سعيه نحو الخلود قام بعرض فرصة على جلجامش ليصبح خالدا، إذا تمكن جلجامش من البقاء متيقظا دون أن يغلبه النوم لمدة 6 أيام و7 ليالي فإنه سيصل إلى الحياة الأبدية ولكن جلجامش يفشل في هذا الاختبار إلا أنه ظل يلح على أوتنابشتم وزوجته في إيجاد طريقة أخرى له كي يحصل على الخلود.

تشعر زوجة أوتنابشتم بالشفقة على جلجامش فتدله على عشب سحري تحت البحر بإمكانه إرجاع الشباب إلى جلجامش بعد أن فشل مسعاه في الخلود، يغوص جلجامش في أعماق البحر في أرض الخلود دلمون (البحرين حاليا) ويتمكن من اقتلاع العشب السحري.

عودة جلجامش إلى أورك

بعد حصول جلجامش على العشب السحري الذي يعيد نضارة الشباب يقرر أن يأخذه إلى أورك ليجربه هناك على رجل طاعن في السن قبل أن يقوم هو بتناوله ولكن في طريق عودته وعندما كان يغتسل في النهر سرقت العشب إحدى الأفاعي وتناولته فرجع جلجامش إلى أورك خالي اليدين وفي طريق العودة يشاهد السور العظيم الذي بناه حول أورك فيفكر في قرارة نفسه أن عملا ضخما كهذا السور هو أفضل طريقة ليخلد اسمه. في النهاية تتحدث ملحمة جلجامش عن موت جلجامش وحزن أورك على وفاته.

ملحمة جلجامش

الخـــــاتــــمـــــة :

هكذا نجد في ملحمة جلجامش , شعور الإنسان بأنه إله تم تجريده من ألوهيته , حيث وضع في جسد ،تمنعه حدوده من تحقيق طموحه , المغدور به , في الوصول إلى امتلاك الألوهية . فجسده الضعيف يتناقص مع قوة عقله وروحه الموضوعين ضمن محيط معاد.

فهنا نجد إحساس (كائن) بفقدان إلوهية “ما ” تم سلبها منه , مما أوحى بشعور من الفقدان والتوق إلى امتلاك الألوهية المفقودة ,الشيء الذي اصطدم كطموح معرفي لا محدود مع حدود الجسد الإنساني الخاضع لسلطة الزمن والموت (واللتان يتوق الإنسان للسيطرة عليها وتجاوزهما) مما يولد تعاكسا ً بين الأمل والإمكانية .
لقد سرق بروميثيوس سر النار الإلهية من السماء ونقلها للبشر , جلجامش الآن يسرق لنا سر الحياة ولغز الموت .

وبعـــــــــد , من يستطيع القول أن جلجامش قد فشل ؟! ألا يزال بين ظهرنينا, يلسن بكل اللغات الحية التي ترجمت لها ملحمته ؟

عاد جلجامش كما أتى : أحكمت الآلهة طوقها حولها : منعت عنه حتى أدنى درجات الخلود .
ولكن ثورته باقية في أمل الإنسان وتوق العلم .
تحكي لنا ملحمة جلجامش قصة الطوفان الكبير وقد أتى كتاب التوراة , على رواية مطابقة , في سفر التكوين , لرواية الملحمة , نجد التشابه بينها و اين ملحمة جلجامش من خلال مايلي:

1 – فساد الإنسان , ورغبة إلهية في تدميره عقوبة له ,وتطهيرا ً للأرض .

2 – قرار إلهي بإرسال الطوفان .

3 – وحي إلهي لأحد الرجال الصالحين ببناء السفينة , وحمل فئة قليلة ,ومن كل زوجين اثنين من حيوان البرية

4 – انزياح الطوفان , وقضائه على الحياة

5 – نجاة ركاب السفينة , واستقرارها على جبل عال .

6 – ندم القدرة الإلهية , وعهدها للإنسان.

7 – مكافأة بطل الطوفان  بحياة أبدية في الملحمة البابلية , وحياة طويلة استمرت ثلاثمائة وخمسين سنة في كتاب التوراة. قال بعضهم بانتقال الأفكار وتداولها , لتفسير حدوث التشابه ,بينما قال البعض الآخر , مفترضا ً أن العقل الإنساني يعطي استجابات متشابهة أمام مثيرات متشابهة , بسبب وحدة التركيب العضوي والبيولوجي للبشر أينما كانوا.

يظهر التشابه بين الشخصيتين تماما ً, حيث ولد ثيسوس أيضا ًمن غائلة ملكية , وكان يوسيدون إله الدم الإلهي , والقوة الإلهية في جسمه.وقتله الميناتور (الثور الكريتي المتوحش) , ومرافقة صديقه المخلص له بيريثوس اللذان نزلا إلى العالم الأسفل ,وترك صديقه بيرثيوس هناك وصعد هو إلى الأعلى .

جلجامش وهرقل :ولد هرقل في أسرة ملكية وهو رسميا ًابن ملك إليكترون ملك ميسينا , ولكن أباه الحقيقي هو الإله زيوس , الذي نام مع زوجة إليكترون  , بعد أن ظهر لها في هيئة زوجها الغائب في أحد غزواته , وقد أمر زيوس , هليوس إله الشمس أن يبطئ في الشروق .وكذلك أمر القمر أن يسير الهوينى في كبد السماء .

وبذلك قضى زيوس مع زوجة اليكتريون ليلة واحدة تعادل ثلاث ليال من ليالي البشر ,لذلك ظهر هرقل خارقا ً من حيث القوة الجسدية , وقتله الثعبانين الهائلين وهو في المهد طفل صغير , وإليه يعزو اليونان , إقامة الألعاب الأولمبية , وأعمال تشبه ملحمة جلجامش وحيث أنه نام عم خمسين امرأة في يوم واحد …..ولكن الفرق بين هرقل و كلكامش , أن هرقل ولد إلها ً وانتهى كإله , أما كلكامش فقد شرع في رحلته غير موقن من شيء , سوى أمل الإنسان.

هكذا نجد في ملحمة جلجامش , شعور الإنسان بأنه إله تم تجريده من ألوهيته , حيث وضع في جسد ،تمنعه حدوده من تحقيق طموحه , المغدور به , في الوصول إلى امتلاك الألوهية . فجسده الضعيف يتناقص مع قوة عقله وروحه الموضوعين ضمن محيط معاد.

فهنا نجد إحساس (كائن) بفقدان إلوهية “ما ” تم سلبها منه , مما أوحى بشعور من الفقدان والتوق إلى امتلاك الألوهية المفقودة ,الشيء الذي اصطدم كطموح معرفي لا محدود مع حدود الجسد الإنساني الخاضع لسلطة الزمن والموت (واللتان يتوق الإنسان للسيطرة عليها وتجاوزهما) مما يولد تعاكسا ً بين الأمل والإمكانية .

لقد سرق بروميثيوس سر النار الإلهية من السماء ونقلها للبشر , جلجامش الآن يسرق لنا سر الحياة ولغز الموت .وبعـــــــــد , من يستطيع القول أن جلجامش قد فشل ؟! ألا يزال بين ظهرنينا, يلسن بكل اللغات الحية التي ترجمت لها ملحمته ؟ عاد جلجامش كما أتى : أحكمت الآلهة طوقها حولها : منعت عنه حتى أدنى درجات الخلود .ولكن ثورته باقية في أمل الإنسان وتوق العلم .