بعد نجاحهم في تسليم قطعة تقنية أساسية من الصاروخ الصيني للمحطة الفضائية الصينية المزمع إعلان الانتهاء منها العام القادم، يبدو أن العلماء من إدارة الفضاء الوطنية الصينية يواجهون مشكلة في إعادة إدخال بقايا الصاروخ، الذي حمل المهمة، للأرض مرة أخرى، مما يحمل درجة من الخطورة على البشر بالأسفل.
يعد الصاروخ، الذي يسمى “لونغ مارش 5ب” Long March 5B، أكبر وأقوى الصواريخ الصينية، ويبلغ طول القطعة المتبقية منه حوالي 30 مترا وعرضها 4 أمتار، ويبلغ وزنها حوالي 21 طنا، وهو ما يجعلها أخطر حمولة ساقطة من الفضاء منذ عدة عقود.
حاليا، فإن القطعة المتبقية من الصاروخ الصيني “لونغ مارش 5ب” تدور حول الأرض مرة كل 90 دقيقة في مدار أرضي منخفض، بين حوالي 170 و370 كيلومترا فوق سطح الأرض، وكانت بعض الرادارات الأرضية قد رصدت أنه يتأرجح بشكل غير متحكم به.
اقرأ أيضاً : السفر عبر الزمن
يعني ذلك أن القائمين عليه من إدارة الفضاء الوطنية الصينية لا يتمكنون من توجيهه بدقة لإدخاله إلى الأرض في منطقة محددة (عادة في أحد المحيطات) ومن ثم تتجهز بقايا الصاروخ للسقوط على الأرض أية لحظة خلال أسبوع.
لكن من غير المعلوم، وكذلك من غير الممكن، تحديد أي الأماكن يمكن أن تسقط بها بقايا هذا الصاروخ، إلا أنه استنادا إلى مداره الحالي، يمر الصاروخ فوق الأرض في خط يمتد من نيويورك إلى مدريد إلى بكين ثم جنوب تشيلي ونيوزيلندا، خلال هذا المسار فإنه يمر على دول الوطن العربي.
ولأن 71% من سطح الأرض تمثله المحيطات، فإن الاحتمال الأكبر أن القطع المتبقية ستسقط في الماء، إلا أنه لايزال هناك احتمال ضعيف لسقوطها على الأرض.
حينما تسقط بقايا صاروخية من الفضاء فإنها عادة ما تحترق في الغلاف الجوي ولا يسقط منها شيء لسطح الأرض، لكن لأن وزن تلك القطعة من الصاروخ الصيني أكبر من المعتاد، فإن هناك مخاوف أن تنجو الأجزاء الأكثر كثافة من المحركين الرئيسيين للصاروخ وتتجه إلى سطح الأرض في صورة قطع صغيرة.
اقرأ أيضاً : عاصفة شمس تقترب من الأرض.. وعلماء يحددون السيناريو الأسوأ
هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك، ففي مايو/أيار 2020 اخترقت أجزاء من أحد الصواريخ الصينية (من نفس الفئة) الغلاف الجوي، وسقط الجزء الأكبر منه في المحيط الأطلسي، لكن بعض الحطام سقط في قرى مأهولة في ساحل العاج غربي أفريقيا، لكن لم يتم الابلاغ عن وقوع إصابات.
وإلى لحظة كتابة هذه الكلمات، لم يحدث من قبل أن أصيب إنسان على الأرض ببقايا صاروخ أو قمر اصطناعي، رغم أن حوادث سقوط أجزاء تقنية فضائية إلى الأرض تكررت أكثر من مرة، ورغم ذلك فإن كل شيء محتمل.