معالم ودول
آخر تحديث بتاريخ: 3 سنوات

روايات عربية تستحق القراءة

كثيرًا ما نجد الناس يقبلون على الأدب الإنكليزي والعالمي حين يتعلق الأمر بقراءة الروايات؛ لأن الرواية فن حديث نسبيًا في الأدب العربي، لكن هنالك بعض الكتّاب العرب الذين أنتجوا لنا روايات مذهلة وليست كالعادة. في هذا المقال سأستعرض لكم بعضًا منها.

  • أولاد حارتنا – نجيب محفوظ

من منّا لا يعرف نجيب محفوظ أو لم يسمع به على الأقل؟ لا أحد.

كانت روايته الأشهر “أولاد حارتنا”، سببًا رئيسًا في حصوله على جائزة نوبل للآداب عام 1988، وتعدّ – وفقًا للقراء – إحدى أكثر الروايات العربية إثارةً للجدل بسبب تناولها للذات الإلهية. فالرواية، التي مُنعت من النشر في العديد من البلدان العربية، نوّهت بها الأكاديميّة السويديّة عندما منحت نجيب محفوظ جائزة نوبل للأدب، كما هو مذكور على الغلاف الخلفي للطبعة التاسعة للرواية.

يرسم الكاتب في هذه الرواية صورةً قاتمة للمجتمع المصريّ أو ربما العربي، أو المجتمعات الإنسانية بشكل عام، فهو مجتمع قذر منحطّ، فيه مجموعة من السكارى والحشاشين والأغبياء الذين لا ينقادون إلا بالعصا، وتنعدم فيه الفضيلة والخُلق الحسن، ويندر فيه الخير ويكاد يكون معدومًا. إذا كنت متشوقًا اقرأ الرواية، لكن لا تتهور.. اقرأها بتمعّن شديد حتى تفهم كل نقطةٍ يوضحها الكاتب.

  • ساق البامبو – عبد الله السنعوسي

رواية من تأليف الكاتب الكويتيّ عبد الله السنعوسي وفاز عنها بالجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2013 ويُقال عنها في الوسط الثقافيّ “روايةً تثير خواطر كل من قرأها”. وضع الكاتب راويًا وهميًا لهذه الرواية يحمل اسم “عيسى” الذي تمت ترجمته إلى “خيسوس” و “خوسيه” في ترجمات الرواية.

يحكي فيها هذا الشاب الفلبيني حياته من يوم ميلاده لغاية هذه اللحظة، متحدثًا بتنهد عن معاناته في الفلبين والكويت أيضًا، حيث كانت أمه الفلبينية تعمل خادمةً لدى إحدى العائلات الغنية وأحبّها شخص من هذه العائلة وتزوجها خفيةً، حيث طردت العائلة الزوجة وابنها، ولم يلتقِ الابن أباه حتى مات.

الرواية كتبها سعود السنعوسي بخدعة و فن و مهارة استعملها الكاتب لكي نظن بأن كاتبها هو الفيلبيني عيسى أو خوسيه. رواية شيقة حقًا وممتعة لمحبي المطالعة والقراءة. أدعوكم لقراءتها.

  • شيفرة بلال – أحمد خيري العمري

هي رواية للكاتب وطبيب الأسنان الرائع د. أحمد خيري العمري، يسرد في هذه الرواية قصة طفل صغير اسمه بلال، يبلغ من العمر أربعة عشر عامًا، يشاهد إعلانًا تلفزيونيًا لفيلم اسمه بلال، فيصيبه الحماس لمشاهدة الفيلم بما أنه يحمل اسمه، ولكن الأطباء يخبروه أنه لن يستطيع أن يعيش حتى وقت عرض الفيلم، فيقرر مراسلة كاتب سيناريو الفيلم، ليطلب منه أن يشاهد الفيلم قبل العرض كأمنيته الأخيرة، وعندها تبدأ حياة بلال والكاتب في التغيّر.

رواية لا تملك إلا أن ترافقك الدهشة في ثناياها، رحلة ثلاثية الأبعاد ما بين الماضي والحاضر، والأمل والقوة للمستقبل، أنصح بقراءتها بشدّة.

  • الطَّنطوريَّة – رضوى عاشور

تعود أحداث هذه الرواية إلى قرية الطَّنطورِيَّة التي تقع على الساحل الفلسطيني جنوب حيفا، وتسرد فيها الكاتبة رضوى عاشور المجزرة التي حدثت بحق القرية عام 1948، وركّزت في هذه الرواية على حياة أسرة من اقتلاعها من القرية وتشرُّدها حتى لجوئها إلى لبنان، إلى ما عانته من حياة عصيبة في ظل وجود الكيان الإسرائيلي على أراضيها.

كما كرّست الكاتبة الرواية تكريسًا خاصًا لبطلة الرواية؛ وهي امرأة ناضلت مع أسرتها من الطفولة إلى الشيخوخة. رواية رائعة حقًا، وتستحق القراءة.

  • صانع الظلام – تامر إبراهيم

رواية من نوع الفانتازيا لصاحبها المؤلف الشاب تامر إبراهيم، تسرد الرواية حياة البطل يوسف خليل الذي يعاني من سوء الحظ مما يدخله في حالة نفسية يُندى لها الجبين، ويتمكن من القيام بحوار صحفي مع مدرس يدعى مجدي وهو معلم تاريخ ومتهم بقتل ابنه، فيندهش يوسف بمحاولة مدرس التاريخ الانتحار أمامه لكنه لم يمُت، ويكلفه بالبحث عن من قتل ابنه لتتحول حياة يوسف إلى كابوسٍ طويل.

رواية ماتعة ومشوّقة وذات أسلوب سرديٍّ جميل أهنّئ عليه الكاتب، وأنصح الجميع بقراءتها، ولن تندم بعد ذلك.

  • رجال في الشمس – غسان كنفاني

رواية “رجال في الشمس” التي صدرت عام 1962 للميلاد للأديب الفلسطيني الشهير غسان كنفاني، هي أحد أشهر مؤلّفاته على الإطلاق، مما ساهم في تحويلها إلى فيلمٍ سينمائيّ بعنوان “المخدوعون” عام 1972. تتميز رواية “رجال فى الشمس”، بسلاسة لغوية عهدناها في ذلك الكاتب المبدع، بحديثها عن واقعنا، ما فات منه وما حضر. ببساطته المعهودة عنه، العميقة المعنى والمغزى، تحكي الراوية عن ثلاثة رجال من الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكل منهم واقع مر يحاول الهرب منه إلى فضاء أرحب.

لا أستطيع سرد الكثير من تفاصيل هذه الرواية، ففي كل تفصيلٍ حرقٌ لها ومتعة تذهب سدىً، لذلك أترك لك هذا الأمر في قراءة الرواية والاستمتاع بما خطّه كنفاني.