يحكى في قصة الثعلب المكار أنّه كان هناك ثعلب وثعبان, وكانوا بشكل دائم على خلاف، لكن في لحظة ماقررا أن يعيشا في وفاق ووئام تام فيما بينهما. وفي يوم من الأيام قررا أن يطوفا سويا حول العالم. تجول الاثنان في الغابات والمراعي والجبال والشعاب يتقاسمان فريستهما بالتساوي وعندما وصلا إلى شاطئ أحد الأنهار العريضة.
الثعلب المكار قائلاً :هيا بنا نسبح إلى الشاطئ الأخر ثم نكمل جولتنا.
الثعبان: لا أستطيع ذلك ، فأنا لم أتعلم السباحة من قبل.
الثعلب المكار : هذا لا يهم في شيء يا صديقي الثعبان، ففي إمكاني مساعدتك بكل ما أستطيع ، عليك فقط أن تلتف حول جسمي وسأسبح بك حتى نصل إلى هنالك
وفعلا التف الثعبان حول جسم الثعلب ، وبدأ الثعلب في السباحة حتى تعب تعبا شديدا ، لكنه لم يظهر ذلك وتحمل على نفسه إلى أن اقتربا من الشاطئ الآخر بعد أن خارت قواه …
وقبل الوصول إلى الشاطئ أخذ الثعبان الأناني يضغط بعضلاته القوية على جسم الثعلب لينفرد بكل فريسة يقابلها هنالك فيما بعد ، وإذا بالثعلب يصيح
الثعلب المكار : ماذا تفعل بي يا صديقى الثعبان ؟ ألا تعلم أنك بهذا تستطيع أن تقضي على حياتي ؟ . الثعبان : نعم، هذا ما أسعى إليه فإنني أشعر بالجوع الشديد .
غير أن الثعلب فكر في التخلص من الثعبان الأناني فقال له ما دمت تريد ذلك، دعني أحقق أمنيتي الأخيرة قبل أن أفارقك إلى الأبد .
الثعبان : ماذا تريد إذن؟ وأنا على استعداد أن أحققه لك.
الثعلب المكار : على الرغم من صداقتنا لعدة سنوات إلا أنني لم أر وجهك عن قرب فدعني أنظر إلى وجهك الجميل قبل نهايتي.
الثعبان : حسنا أيها الثعلب،
دعني أنا أيضا أنظر إليك عن قرب نظرة الوداع قال الثعبان ذلك وهو يمد رأسه نحو الثعلب
وفي الحال انقض الثعلب المكار بأنيابه على رأس الثعبان والتهمها . وهنا على الشاطئ تخلص الثعلب من الثعبان الأناني وقال في نفسه: حقا يجب على المرء ألا يثق في أصدقائه الملتويين.
اقرأ أيضاً: ما هو الجاثوم وما أسبابه وكيف يتم التخلص منه ؟