الغضب هو شعور داخلي وعاطفة تنتج عن الانفعالات، و التحكم ب الغضب من الأمور التي لا يقدر عليها الجميع ؟ ولكن هل الغضب من المشاعر الإيجابية أم السلبية؟ الغضب يمكن أن يكون عاطفة إيجابية؛ وهذا إذا نتج عن انفعال واغتياظ لأمر ما بشرط أن يتحكم صاحبه بردود أفعاله، ولا يحدث ما يخل بذاته وأخلاقه، ولكن السائد هو أنه عاطفة سلبية وتنتج عنها ردود وأفعال غير مقبولة في المجتمع. إذن كيف يصبح الغضب إيجابيًا؟ كيف نتحكم ونسيطر على مشاعر غضبك؟
تحدث الكثير من علماء النفس وعلماء التنمية البشرية عن حلول للسيطرة على النفس و التحكم ب الغضب، حيث أن نتائجه السائدة سلبية للغاية، ينهك الجسد ويدمر القلب فضلًا عن نتائجه الخارجية التي قد تدمر علاقات وأسر إن لم يصل إلى تدمير مجتمع بأكمله.
ونجد جميع الأديان تنهى عن هذا الخلق، فهو صفة مبغوضة في مختلف المجتمعات.
اقرأ أيضاً : أفضل الطرق التي تساعدك على التخلص من القلق و التوتر
أولى هذه الخطوات هو الإدراك بالذات ومعرفة نقاط الضعف والعمل عليها، على سبيل المثال: في منزلك إذا وجدت أحد أطفالك يلعب بهاتفك الجوال، وكان هذا الأمر من أكثر الأمور التي تجعلك تفقد أعصابك، للسيطرة على مشاعر غضبك عليك أن تتخذ خطوات في التأمل فيما إذا كان هذا الأمر يستحق كل ذلك الغضب وما الفائدة من الغضب في هذه الحالة وهو لا يجدي شيئًا؟ إذا قمت بتحليل الأمر بهذه الطريقة ستصل في نهاية الأمر أن هذا لا يستحق كل ذلك ، وتسعى بعدها للتحكم في ردودك.
الوضوء أو غسل الوجه بماء بارد له تأثير كبير على التخلص من الغضب، وهذا نقلًا عن الرسول الكريم “إن الغضب من الشيطان، وإن الشطان خلق من النار، وإن النار تطفا بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ”
وهذا أيضًا ما تحدث عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- “إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضجع”، فإذا كنت واقفًا أثناء غضبك عليك اللجوء للجلوس، وإذا كنت جالسًا قم بالاسترخاء.
حيث أن الغضب ينتج عن وسوسة الشيطان للعبد.
أجمعت الدراسات على أن من أقوى الاستراتيجيات في السيطرة على ما يحدث في النفس من انفعالات هي التمارين الرياضية، مثل قيامك بتمارين الضغط أو غير ذلك من التمارين الرياضية إذا شعرت بالغضب، فالتمارين الرياضية أو مجرد الحركة كالمشي تساعد في تنشيط الدورة الدموية مما يجدد النشاط في الدماغ ومما يساعدك للسيطرة على مشاعر غضبك .
غضبك كثيرا ما ينتج عن تراكمات لبعض المشاعر السلبية تجاه الأشخاص، مما قد يجعلك تستشاط غضبًا بمجرد مزاح أحدهما معك، لذلك من الضروري تصفية نفسك من أي ضغائن وعدم كتمان الكراهية.
أجمل النفوس تلك التي تستخدم شيئًا من الفكاهة والمرح في حديثها أينما كانت، وتحول ما يزعجها لفكاهة في الحال حتى لا تصدر أي تصرفًا لا يليق بصاحبها. فالمرح وسيلة من وسائل السيطرة على الغضب والتحكم في ردود الفعال حتى عند التعرض لانفعالات شديدة. ولكن يجب مراعاة تجنب السخرية عند استخدام الفكاهة فلكل مقال ما يليق به من مزاح وفكاهة ولا داعي للإفراط منه حتى لا يولد ضغائن عند الآخرين.
عندما تشعر بالغضب اذهب على مكان هادي وتأمل السماء، أو الخضرة ويمكنك اصطحاب رواية أو كتابًا ممتعًا تتنقل بين صفحاته.
اجلس على أريكتك وأغمض عينك وتنفس ببطء، تنفس على فترات متساوية، هذه العملية تعمل على تنشيط الدماغ وتجدد الدورة الدموية في المخ لتساعدك على الاسترخاء والتفكير بهدوء.
يمكنك بمجرد إحساسك بالغضب التوجه إلى صديق مقرب تتحدث معه عن ما يزعجك، ستجد نفسك بعدها تخلصت من كل الانفعالات الداخلية والمشاعر السلبية وسيساعدك ذلك في السيطرة على مشاعر غضبك.
السكوت لمدة دقيقة أو بضع دقائق قبل الرد يجعلك تفكر جيدًا فيما تلفظ، ويساعدك في التحكم في ردودك وانفعالاتك.
وهناك عدة طرق أخري للسيطرة على النفس و التحكم ب الغضب، مثل اللجوء لحل العمليات الحسابية والعد لعشرة، حدث نفسك بما يجعلك تغضب وراقب تصرفات نفسك حتى تستطيع التركيز على نقاط غضبك والتخلص منها. وليست هذه الحلول فقط ما يمكن اللجوء إليه عند غضبك، ولكن تعددت الدراسات حول موضوع إدارة الغضب.
أولاَ: عليك الاعتراف بالغضب، لا تنكر على نفسك انفعالها وما يصدر عنها أثناء غضبك، وهذا ما يسمى بالمكابرة، فإن أول خطأ يقع فيه الإنسان هو اعتقاده أنه لم يخطئ ولم يصدر منه أي غصب. إذا لم تستطع الاعتراف بذلك استمع إلى صديقك أو زوجتك واطلب منهوم إخبارك بما يصدر منك أثناء الغضب، واطلب منهم اقتراحات لحل هذه المشكلات، ولكن عليك تدريب نفسك للاعتراف بغضبك.
ضع حدود لتعاملك مع الآخرين، كأنك تضع حاجز احترام بينك وبنهم وهذا حق نفسك، حتى مع من هم الأقرب إليك. مع أولادك في المنزل قم بتعليمهم أن أهم ما يجب أن تحتوي عليه العلاقات هو الاحترام، ومرفوض كل ما يقلل من هذا الاحترام مثل الغضب. هذا يجعل كل فرد يتحكم في ما يصدر منه حتى في أوقات غضبك مما يساعدك في السيطرة على مشاعرك و التحكم ب الغضب .
قم بعمل تحدي لنفسك وضع نفسك في اختبار، راقب نفسك عند التعرض لموقف يجعلك تشعر بالغضب، مجرد مراقبتك واتخاذ قرار التحدي يجعلك تتخلص تمامًا من هذا الشعور أو يجعلك تسيطر على أفعالك عند الشعور بالغضب.
عليك اختيار العبارات والتعبيرات التي تستخدمها في حديثك مع الآخرين، فأكثر استخدام التعبيرات إيجابية، جرب لسانك عليها حتى تصبح عادة، اجتنب العبارات السيئة والكلمات السلبية، مثل (أنت دائما، أنت أبدًا) وخاصة عند توجيه الكلام للغير.
اهتم بنفسك كثيرًا ودللها بين الحين والآخر، هذا يعزز الثقة بالنفس مما يجعلك أقل عرضة للغضب، كأنك تذهب لشراء شيء مفضل لديك، ومن الممكن أن تجعل هذه العادة مكافأة لنفسك عند التخلص من عادة سيئة كالانفعال والغضب.
من العوامل التي تساعد في تصفية الذهن وتخلص النفس مما يشوبها من ضغائن و التحكم ب الغضب هو تغيير البيئة، خصص لنفسك وقتًا تخرج فيك وحدك إلى إحدى الماكن الهادئة لتغير من الجو المحيط، وتظهر أهمية تلك الخطوة حينما تكون البيئة المحيطة بك هي العامل الأساسي في تعرضك للغضب. في هذا الوقت للسيطرة على مشاعر غضبك تخلص من جميع المسئوليات والعباء التي على عاتقك واتركها جانبًا وأخرج وحدك أو مع زوجتك لإحدى المنتزهات واقضيا وقتًا رائعا خاليًا من المسؤوليات. هذه العملية تساعد كثيرًا في الاسترخاء والشعور بالسلام الداخلي، وتأثيرها يمتد لفترة زمنية طويلة.
اشترك في أحد الدورات التدريبة للتدريب على مهارات التواصل الاجتماعي، يساعدك هذا كثيرًا على التحكم في تعاملاتك مع من حولك.
التحكم ب الغضب ليس بالأمر السهل، ولكن ليس بالأمر المستحيل، فواجب الأنسان التطوير من ذاته والتحكم بزمام أمورها حتى يحسن قيادتها، حتى لا تواجه الكثير من المشاكل والعوائق في هذه الحياة.
اقرأ أيضاً : أسرار لغة الجسد
إثبات الذات : فافكارهم عني لن تتغير إذا غصبتهم على ذلك.
مراحل الغضب : إما أن يسيطر غضبك عليك أو أنا أسيطر عليه، فأيهما أريد أن اختار الآن؟
واثبتتها بجدارة فلاداعي للشك فيها بمجرد ما أسمع تعليق غير لائق قد يكون ناشئاً عن جهل الآخر أو تفكيره المختلف أو قلة ذوق منه.
المنافسة : عدا الارهاق وخسران العلاقات؟
افتقاد الإحساس بالامان : وهذا يسبب شعور الغضب لكن شعور عدم الأمان مؤقت وسوف ينتهي وأعود إلى الاستقرار.
من أسباب غضبك الاشخاص حتى لو كانوا ابنائي، رغبتي في السيطرة على الأمور سوف تجعلني أفقد السيطرة على نفسي.
الشخص الذي ينتقد كثيراً : لكن استطيع أن اختار رد فعلي تجاه انتقاداتهم.
الشعور بالنقص : دون أي خطأ أو نقص.
خطورة الجدال : خطورة الجدال يسبب غضب سريع والتي لا فائدة منها أفضل من خسران الوقت والاعصاب.
أمام الآخرين فهذا يحصل حتى للمعلمين في مادة يدرسونها لعدة سنوات.