أحيانا نستيقظ في الصباح ونشعر بحالة غريبة من التعب المزمن والكسل وعدم الرغبة في فعل شىء، شعور بالتعب العام وانعدام القدرة الجسدية على القيام بالأعمال والمهام اليومية. ربما تتكرر هذه الحالة مرة أو اثنين كل فترة، ولكن عندما تُصبح أمر يومي نشعر به باستمرار ولفترة طويلة فهذا إنذار لشىء ما. تُسمى هذه الحالة متلازمة التعب المزمن وهى حالة تُصيب الكثير من الأشخاص. لذلك سنتكتشف اليوم أسبابها والأعراض التي تُشير إليها بالإضافة لكيفية العلاج والتخلص منها بالتأكيد.
اقرأ أيضاً : الصداع المزمن أعراضه و طرق علاجه
متلازمة التعب المزمن هى حالة مرضية مُعقدة قليلا ومُنهكة أيضا، حيث لا يوجد لها تشخيص واضح إلا أنها الشعور بالتعب والإجهاد الشديد الذي يمنع القيام بأي مجهود لفترة قد تصل لـ 6 شهور وأكثر والتي لا تتحسن بالالتزام بالراحة أو النوم بل وتزيد عند القيام بأي أنشطة بدنية أو ذهنية تحتاج إلى طاقة.
ولكن بالرغم من أن هذه الحالة لها تعريف طبي واضح، إلا أن تشخيصها ليس واضحا لذلك قد يُعاني المريض من فكرة إقناع المُحيطين به أو حتى الطبيب وأحيانا قد لا يقتنع الشخص نفسه بأنه مُصاب بهذه المتلازمة. لذلك هى حالة مرضية مُعقدة ولكنها موجودة بالفعل والدليل وصول الأطباء والعلماء لتعريف علمي واضح لها، فهى رد فعل الجسم على الإنهاك الجسدي والنفسي الذي يتعرض له أحيانا. ولكن هناك بعض الأسباب والأعراض التي تُشير للإصابة بمتلازمة التعب المزمن…
مثلما ذكرت سابقا أن متلازمة التعب المزمن حالة مرضية صعبة ومعقدة، وربما تكمن صعوبة تشخيصها في أنه لا توجد أسباب مُحددة وراء الشعور بمتلازمة التعب المزمن! نعم، فالمرضى قد ذكروا أسباب مختلفة لهذا الشعور، البعض قال أنه شعر بهذا الأمر بعد التعرض لوعكة صحية أو دور برد أو إنفلونزا، والبعض الآخر قال أنها حالة أصابته بعد الخضوع لعملية جراحية، وأحيانا يشعر بها المرضى بعد تعب مُعين أو الإصابة بفيروس أو ما شبه، أو القيام بمجهود بدني قوي لفترة طويلة.
ولكن على جانب آخر، فربما يكون هناك إجماع أنها حالة تُصيب الجسم بسبب بعض العوامل الجسدية والنفسية أيضا، فربما يكون تعرض الجسم لضغط بدني هو السبب، وربما اضطراب النفسية هو السبب أيضا.
ويُلاحظ أن متلازمة التعب المُزمن تُصيب النساء أكثر من الرجال بمعدل مرتين أو أربع مرات أكثر، وتشيع أيضا بين الأشخاص في أعمار من العشرينات للأربعينات. وقد تُصيب هذه الحالة المراهقين أيضا وخاصةً الفتيات أكثر من الشباب، ولكنها لا تُصيب الأطفال في الأغلب.
تختلف أعراض متلازمة التعب المزمن من شخص لآخر، وتُصيب أماكن مختلفة في الجسم. وأحيانا قد تحدث هذه الأعراض بصفة مستمرة، وأحيانا أخرى قد تأتي وتذهب على مدار الوقت وهكذا. ومن أكثر الأعراض شيوعا عند الإصابة بهذه الحالة ما يلي:
هذه هى الأعراض التي عادةً ما يشعر بها المرضى بهذه المتلازمة، أما الأعراض الأقل شيوعا في حالات مُعينة فهى:
تتراوح هذه الأعراض من شخص لآخر، ولأنها قد لا تكون أعراض واضحة أو قد تتشابه الأعراض مع أعراض أمراض أخرى، لذلك يصعب في الكثير من الأحيان تشخيص المرض وتقبل الآخرين لفكرة أن الشخص بالفعل يُعاني من هذه المتلازمة.
اقرأ أيضاً : أفضل الطرق التي تساعدك على التخلص من القلق و التوتر
بما أن أسباب حالة متلازمة التعب المزمن وأعراض غير واضحة وغير دقيقة، فبالتالي تشخيص هذه الحالة يكون أمر صعب أيضا، خاصةً وأن أعراض هذه المتلازمة تتشابه مع أعراض أمراض أخرى. فالطبيب قد يُجري فحص شامل وعام لحالة المريض حيث لا يُوجد فحوصات مُحددة لمثل هذه الحالة. وعادةً ما يكون الهدف من هذا التشخيص استبعاد أمراض أخرى قد تكون هى السبب في ظهور هذه الأعراض، للتأكد من أن المريض يُعاني بالفعل من متلازمة التعب المزمن، وسيقوم الطبيب بـ:
بناءا على كل ما سبق سيُقرر الطبيب ما إذا كُنت تُعاني بالفعل من هذه الحالة أم لا. وبشكل عام في مثل هذه الحالات يجب أن يكون هناك لغة حوار بين الطبيب والمريض، بحيث يستمع الطبيب لشكوى المريض ولا يتهاون بما يُعانيه، لأن هذا جزء من العلاج.
إلى الآن لا يوجد دواء أو عقار مُحدد لعلاج متلازمة التعب المزمن. ولكن العلاج يعتمد على عوامل مختلفة منها:
صحيح أن متلازمة التعب المزمن حالة غريبة تُصيبنا بدون أسباب واضحة، ولكنها قد تكون إنذار للعودة للنظام الصحيح أو لنستمع للجسم ونهتم قليلا بصحتنا النفسية ليعود الأمر للأفضل.