خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي (30 ق.هـ – 21 هـ / 592 – 642 م) صحابي وقائد عسكري مسلم، لقّبه الرسول بسيف الله المسلول. اشتهر بحسن تخطيطه العسكري وبراعته في قيادة جيوش المسلمين في حروب الردة وفتح العراق والشام، في عهد خليفتي الرسول أبي بكر وعمر في غضون عدة سنوات من عام 632 حتى عام 636.
يعد أحد قادة الجيوش القلائل في التاريخ الذين لم يهزموا في معركة طوال حياتهم، فهو لم يهزم في أكثر من مائة معركة أمام قوات متفوقة عدديًا من الإمبراطورية الرومية البيزنطية والإمبراطورية الساسانية الفارسية وحلفائهم، بالإضافة إلى العديد من القبائل العربية الأخرى. اشتهر خالد بانتصاراته الحاسمة في معارك اليمامة وأُلّيس والفراض، وتكتيكاته التي استخدمها في معركتي الولجة واليرموك.قبل إسلامه،
لعب خالد بن الوليد دورًا حيويًا في انتصار قريش على قوات المسلمين في غزوة أحد، كما شارك ضمن صفوف الأحزاب في غزوة الخندق. ومع ذلك، اعتنق خالد الدين الإسلامي بعد صلح الحديبية، شارك في حملات مختلفة في عهد الرسول، أهمها غزوة مؤتة وفتح مكة. وفي عام 638، وهو في أوج انتصاراته العسكرية، عزله الخليفة عمر بن الخطاب من قيادة الجيوش لأنه خاف أن يفتتن الناس به ، فصار خالد بن الوليد في جيش الصحابي أبو عبيدة عامر بن الجراح وأحد مقدميه ، ثم انتقل إلى حمص حيث عاش لأقل من أربع سنوات حتى وفاته ودفنه بها.
وفقًا لعادة أشراف قريش، أرسل خالد إلى الصحراء، ليربّى على يدي مرضعة ويشب صحيحًا في جو الصحراء. وقد عاد لوالديه وهو في سن الخامسة أو السادسة. مرض خالد خلال طفولته مرضًا خفيفًا بالجدري، لكنه ترك بعض الندبات على خده الأيسر. وتعلم خالد الفروسية كغيره من أبناء الأشراف، ولكنه أبدى نبوغًا ومهارة في الفروسية منذ وقت مبكر، وتميز على جميع أقرانه، كان خالد صاحب قوة مفرطة كما عُرف بالشجاعة والجَلَد والإقدام، والمهارة وخفة الحركة في الكرّ والفرّ. واستطاع “خالد” أن يثبت وجوده في ميادين القتال، وأظهر من فنون الفروسية والبراعة في القتال ما جعله من أفضل فرسان عصره.
لم يخص خالد معركة بدر ضد المسلمين ، لكنه خاض معركة أحد ، وتولى قيادة مهيمنة جيش قريش، لعب خالد دورا هاما في تحويل المعركة لصالح القريشيين ، وذلك بأن استغل خطأ الرماة المسلمين حين تركوا المعركة وهبوا لحصد المغانم، فالتفت خالد بجيشه حول جبل الرماة ، وحاضر جيش المسلمين فتحول نصرهم لهزيمة فانتصرت قريش، شارك ابن الوليد في غزوة الخندق ضد المسلمين، كذا شارك في صفوف قريش ضد المسلمين في غزوة الحديبية.
فأرسل الرسول صلوات الله عليه وسلم إلى الوليد ابن أخو خالد وكان قد أعلن إسلامه في أعقاب غزوة بدر أرسل إليه يسأله عن خالد ويطلب منه دعوته للإسلام، ففعل وأرسل إلى أخيه رسالة يدعوه فيها للدخول في الإسلام، فوافق ذلك هوا فى نفس خالد، فدعا بعض أصحابه لصحبته إلى يثرب، فاستجاب عثمان بن طلحة العبدري.
وفي طريقهما قابلا عمرة ابن العاص في طريقه لإعلان إسلامه بين يد النبي، الذي استقبل ثلاثتهم بفرح قائلا ” ان مكة ألقت إلينا فلذات اكبادها ” .كان ذلك في العام السابع من الهجرة.
سيف الله المسلول
حرب الردة
فتح العراق
تولى خالد بن الوليد قيادة الجيش الذي كلفه بقيادته الخليفة الصديق عليه السلام، قماش معارك طاحنة ضد الفرس حتى استطاع في النهاية الانتصار على الفرس وفتح أجزاء كثيرة من العراق والحيرة.
ثم في النهاية واجه الرومان في شمال العراق على ضفاف نهر الفرات، لينتصر بعد معارك ضارية، محققا النصروفتح العراق في النهاية.
فتح الشام
قام خالد بن الوليد بالمشاركة في فتح الشام التي استمرت الرومان في الدفاع عنها، لكن المسلمين استبسلوا في القتال
وقد أظهر خالد بن الوليد قدرات قتالية وتخطيطية مبتكرة في قيادة الجيش فانتصروا في معركة اليرموك التي كانت فاتحة لانتصارات أخرى .
في تلك الأثناء وصلت الأخبار عن وفاة الخليفة أبي بكر الصديق، وتولى عمر بن الخطاب الخلافة من بعده.
خالد بن الوليد وعمر بن الخطاب
كانت لعمر بن الخطاب تحفظات عديدة على خالد بن الوليد، وكثيرا ما اغضبته مواقف أخالد في مسيرته العسكرية
فلما تولى عمر الخلافة، أرسل برسالة إلى أبى عبيدة يوليه إمارة الجيش ويأمر بعزل خالد بن الوليد وإن بقى تحت إمرة أبي عبيدة قائدا، استمرت فتوحات المسلمين في الشام وقد أظهر بن الوليد مهارة عالية وبسالة فائقة حتى تم فتح الشام وفلسطين ودخل المسلمون المسجد الأقصى.
عزل عمر بن الخطاب لخالد بن الوليد
توفي خالد ابن الوليد في عام 21هجريا ( 642م)، اختلفت الروايات حول مكان الوفاة بين من قال أنه مات بالمدينة وإن عمر بن الخطاب قد شهد جنازته، وبين القائل بوفاته في الشام حيث يوجد مسجد كبير باسمه في حمص يظن أن به قبره.
روى عن خالد أنه وهو في فراش الموت قد قال :
” لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر، إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء”
حزم المسلمين على موت خالد أشد الحزن، وكان اشدهم حزناً الفاروق عمر عليه السلام، وقد مر عمر بنشوة من بني مخزوم يبكون خالد بحرقة، فسأله الصحابة ألا تنهيهم ، فقال لهم عمر ما معناه أنه على مثل خالد تبكي البواكي، وهكذا مات خالد بن الوليد حافراً اسمه في عالم الفروسية والقيادة بحروف من نور.