تاريخ الشاي يعتبر تاريخ الشاي طويل ومعقد إذ أنه إنتشر على مدى آلاف السنين في عدة ثقافات. وقد نشأ في في جنوب غرب الصين من خلال أسرة شانغ الحاكمة كمشروب دوائي .
وقد تم تأريخ السجل الموثوق القديم لهذا المشروب إلى القرن الثالث الميلادي في نص طبي كتب بواسطة هوا تو. تم عرض فكرته إلى الكهنة البرتغاليين والتجار خلال العقد السادس عشر. وقد اصبح مشروبا شهير في بريطانيا خلال العقد السابع عشر عرض البريطانييون إنتاجه بالإضافة إلى إستهلاكة إلى الهند للتنافس مع الاحتكار الصيني فيما يتعلق بالشاي .
نشأت نبتة الكاميليا الصينية ( نبتة الشاي ) في الجنوب الشرقي من آسيا وتشمل هذه المنطقة أراضي شمال شرق الهند وشمال بورما والجنوب الغربي للصين والتبت . وقد انتشرت في أكثر من 52 دولة من مركز الأصل هذا.»
سمّيت مقاطعة اليونان باسم ” مسقط رأس الشاي… وهي المنطقة التي اكتشف فيها البشر أن تناول أوراقه أو إعداد كوب منه يمكن أن يكون لذيذا.” ويقال أنّه يوجد في مقاطعة فنغكينغ الواقعة في مدينة لينسانغ التابعة لاليونان في الصين أقدم شجرة شاي مزروعة في العالم والتي يبلغ عمرها تقريبا 3200 سنة.
حسب كتاب The story of tea بدأ شرب هذا المشروب في اقليم يونان في عهد مملكة شانغ (1500 قبل الميلاد إلى 1046 قبل الميلاد)، كمشروب دوائي. ومن هناك، انتشر هذا الشراب إلى سيشوان , ويعتقد أنه هناك ولأول مرة بدأ الناس بغلي أوراقه واستخراج سائل مركز دون إضافة أوراق أخرى أو غيرها من الأعشاب، وبالتالي يعد شرب الشاي المر شراب منبه، بدلا من أن يكون مزيجا طبيا.
في أحد أساطير الصين المشهورة، كان شينونج, الإمبراطور الأسطوري للصين ومخترع الزراعة والطب الصيني يشرب وعاء من الماء المغلي بسبب القرار الذي أصدر للرعية وهو ينص على وجوب غلي الماء قبل شربه، فقديما في 2737 قبل الميلاد عندما طارت بسبب الرياح بضعة أوراق من شجرة وسقطت في الماء تغيير لونة. فقد أخذ الإمبراطور رشفة من الماء وكان الطعم مفاجأة سارة لكونه منعش ولجمال نكهته.
وتقول أسطورة أخرى أن الإمبراطور قام باختبار الخصائص الطبية لأعشاب متعددة وذلك بتجربتها على نفسة . فبعض من هذه الأعشاب سامة، وقد وجد الشاي ليعمل كمضاد. وقد ذكر أيضا شيونج للحكيم على ضرورة العمل المبكر في هذا الموضوع .
وهناك أسطورة صينية مماثلة يذهب فيها إلى أن المسؤول عن الزراعة أراد مضغ الأوراق والسيقان والجذور من النباتات المختلفة لاكتشاف الأعشاب الطبية منها. وقد كان إذا أكل بعضا من النباتات السامة يمضغ بعضا من أوراقه لمقاومة السم .
وفي الواقع هناك أسطورة شنيعة يعود تاريخها إلى عهد أسرة تانغ. ويحكى في هذه الأسطورة أن بودهيدهارما، وهو مؤسس تشان البوذية قد خر نائما بعد طول تأمله في جدار ذو التسعة اعوام.
وقد استيقظ وهو مشمئز من حالة الضعف التي مر بها وما قام به من قطع جفونه أثناء النوم. وقد سقطت هذه الجفون في الأرض وتجذرت فيها ونمت على شكل شجيرات شاي . و قد ظهرت نسخة أخرى من هذه القصة مع غوتاما بوذا في مكان بودهيدهارما. ولكن يعتقد العلماء أن هذا المشروب قد نشأ في جنوب غرب الصين .
من الممكن أن الكلمات الصينية المختصة بالشاي قد استمدت من اللغات النمساوية الآسيوية من الأشخاص الذين يسكنون أساساً في تلك المنطقة . وقد لعب هذا المشروب دوراً مهماً في الثقافة الآسيوية لعدة قرون باعتباره من المشروبات الأساسية والعلاجية ورمزاً للمكان سواء كانت هذه الأساطير واقعية أم لا. إذن فانه ليس من المستغرب أن النظريات حول أصله هي غالباً ما تكون دينية أو ملكية في طبيعتها.
اقرأ أيضاً : لماذا كل الطرق تؤدي إلى روما ؟
دعونا نلقي نظرة على مدى نجاح هذا المشروب في البلدان الأخرى على مر السنين ، حيث شق طريقه إلى المرتبة الثانية في قائمة المشروبات الأكثر شعبية.
اقرأ أيضاً : الفلكلور الياباني و أشهر حكايات التراث اليابانية تعرف عليها
منذ اكتشاف هذا المشروب ، تم استخدامه على نطاق واسع لأغراض عديدة. سواء كان ذلك للتخفيف من التعب ، أو إنعاش الروح ، أو محاربة المرض ، أو علاج الاكتئاب أو زيادة الطاقة ، فإن الفوائد العلاجية للشاي لا يمكن تخيلها.
هذا مشروب يستيقظ على إثره الكثيرون حول العالم كل صباح، ولا يستطيع البعض الاستغناء عنه بعد تناول الوجبة، والبعض الآخر يريد كوبًا في اللحظة التي يصلون فيها إلى المنزل من العمل.
ما يجعل تاريخ الشاي رائعًا لا يتعلق كثيرًا بمن اكتشفه ولكن كيف تغلغل في الثقافات والقارات واكتسب سمات ونكهات جديدة. ومع ذلك بقي المشروب المفضل لأكثر من نصف العالم.