كوكب المريخ أو الكوكب الأحمر هو الكوكب الرابع من حيث البعد عن الشمس في النظام الشمسي وهو الجار الخارجي للأرض ويصنف كوكبا صخريا، من مجموعة الكواكب الأرضية (الشبيهة بالأرض). أما اسمه بالعربية فهو مُشتق من كلمة «أمرخ» أي صاحب البقع الحمراء، ويقال ثور أَمرخ أي به بقع حمراء، وأما مارس (باللاتينية: Mars) فهو اسم الإله الذي اتخذه الرومان للحرب، وأما لقب الكوكب الأحمر فسببه لون الكوكب المائل إلى الحمرة أو الاحمرار بفعل نسبة غبار أكسيد الحديد الثلاثي العالية على سطحه وفي جوه.
اقرأ أيضاً : عجائب الفضاء الخارجي
يبلغ قطر كوكب المريخ حوالي 6792 كم (4220 ميل)، وهو بذلك مساو لنصف قطر الأرض وثاني أصغر كواكب النظام الشمسي بعد عطارد. تقدّر مساحته بربع مساحة الأرض. يدور المريخ حول الشمس في مدار يبعد عنها بمقدار 228 مليون كلم تقريبا، أي 1.5 مرة من المسافة الفاصلة بين مدار الأرض والشمس. يغطي الحوض القطبي الشمالي الأملس نصف الكرة الشمالي تقريباً 40% من الكوكب وقد يكون له تأثير كبير على الكوكب. المريخ له قمران، يسمّى الأول ديموس أي الرعب باللغة اليونانية والثاني فوبوس أي الخوف، وهما صغيران وغير منتظمي الشكل، ويمكن أن يكونا كويكبين قام بالتقاطهما، على غرار 5261 يوريكا، وهو طروادة مريخية.
تبلغ درجة حرارة السطح العليا 27 درجة مئوية والصغرى 133- درجة مئوية. ويتكون غلاف المريخ الجوي من ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين والآرغون وبخار الماء وغازات أخرى. رمز المريخ الفلكي هو ♂. الأيام والفصول السنوية مماثلة للفصول الموجودة في الأرض، لأن فترة الدوران وإمالة محور الدوران متشابهتان للغاية. يعتقد العلماء أن كوكب المريخ احتوى على الماء قبل 3.8 مليارات سنة، مما يجعل فرضية وجود حياة عليه متداولة نظرياً على الأقل. به جبال أعلى من مثيلاتها الأرضية ووديان ممتدة. وبه أكبر بركان في المجموعة الشمسية يطلق عليه اسم أوليمبس مونز تيمنا بجبل الأولمب. كما يوجد وادي مارينر والذي يعتبر أحد أكبر الأخاديد في المجموعة الشمسية.
كان كوكب المريخ رطباً منذ زمن بعيد، إذ كانت تكثر به المسطحات المائية. لكن هذا تغير بشدة قبل مليارات السنين مخلفاً ذلك السطح المقفر المعروف اليوم. إذن أين ذهبت المياه؟
للعلماء فرضية جديدة. وقال الباحثون هذا الأسبوع، إن ما بين نحو 30% و99% من مياه المريخ ربما محصورة الآن داخل معادن في قشرته، وهو ما يخالف فكرة راسخة بأنها فُقدت ببساطة في الفضاء من خلال التسلل عبر الغلاف الجوي العلوي.
كما أوضحت إيفا شير، باحثة الدكتوراه بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ورئيسة الفريق الذي أعد دراسة مولتها إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) ونُشرت الثلاثاء في دورية ساينس: “نرى أن أغلب مياه المريخ فقدت في القشرة. المياه فقدت قبل ثلاثة مليارات عام، وهو ما يعني أن المريخ كان ذلك الكوكب الجاف على ما هو عليه اليوم طيلة الثلاثة مليارات عام الماضية“.
وربما كان كوكب المريخ في بداية تكوينه يحوي مياها على سطحه تساوي في الحجم نصف المحيط الأطلسي، ما يكفي لتغطية الكوكب بأكمله بالمياه لما يصل ارتفاعه إلى 1.5 كيلومتر.
إلى ذلك تتكون المياه من ذرة أكسجين وذرتي هيدروجين. وتقدم كمية نظير للهيدروجين يسمى الديوتيريوم الموجود على كوكب المريخ بعض الأدلة عن فقدان المياه. فخلافاً لمعظم ذرات الهيدروجين التي لديها بروتون واحد داخل نواتها، فإن الديوتيريوم أو الهيدروجين “الثقيل” لديه بروتوناً ونيتروناً.
كما يمكن للهيدروجين العادي أن يتسلل عبر الغلاف الجوي إلى الفضاء بدرجة أكبر من الديوتيروم. ويقول العلماء إن فقد المياه عبر الغلاف الجوي كان سيخلف نسبة كبيرة للغاية من الديوتيريوم مقارنة الهيدروجين العادي. واستخدم الباحثون نموذجاً حاكى تكوين نظير الهيدروجين وحجم المياه على المريخ.
إلى ذلك أشار الباحثون إلى أن كثيراً من المياه لم تبرح الكوكب في واقع الأمر، لكن انتهى المطاف بها في معادن مختلفة تحوي مياها كجزء من هيكلها، خاصة المكون من الطين والكبريت.
وربما لا تقدم هذه المياه المحصورة، على كثرتها فيما يبدو عند النظر إليها ككل، مورداً عملياً لبعثات الفضاء على المريخ مستقبلاً. وأضافت شيلر أن “حجم المياه داخل صخرة أو كتلة من المعادن صغير للغاية. فعليك أن تسخن كثيراً من الصخور لتخرج منها المياه بكمية ملحوظة” .
اقرأ أيضاً : الانفجار الكوني العظيم و نشأة الكون