قصص
آخر تحديث بتاريخ: 10 أشهر

قصة افعل الخير للخير من كتاب قصص علمتني الحياة .. قصص قصيرة للعبرة

قصة افعل الخير للخير من كتاب قصص علمتني الحياة .. قصص قصيرة للعبرة.. هذه قصة جميله ذات معان رائعة، وردت عن أحمد بن مسكين؛ وهو أحد كبار التابعين.

كان في البلدة رجل اسمه أبو نصر الصياد، يعيش مع زوجته وابنه في فقر شديد مدقع، وفي أحد الأيام، بينما هو يمشي في الطريق مهموماً مغموماً لأن زوجته وابنه يبكيان من الجوع، مر على شيخ من علماء المسلمين وهو «أحمد بن مسكين»، وقال له: أنا متعب، فقال له: اتبعني إلى البحر، فذهبا إلى البحر، وقال له صل ركعتين، فصلى ثم قال له: قل: الله، فقال: الله … ثم رمى الشبكة فخرجت بسمكة عظيمة.

اقرأ أيضاً : لو كانت هناك حياة أخرى | سان ماو لو

قصة افعل الخير للخير من كتاب قصص علمتني الحياة .. قصص قصيرة للعبرة

قال له: بعها واشتر طعاماً لأهلك، فذهب وباعها في السوق، واشترى فطيرتين؛ إحداهما باللحم والأخرى بالحلوى، وقرر أن يذهب ليطعم الشيخ منها، فذهب إلى الشيخ وأعطاه فطيرة، فقال له الشيخ: لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة . أي إن الشيخ كان يفعل الخير للخير، ولم يكن ينتظر له ثمناً، ثم رد الفطيرة إلى الرجل وقال له: خذها أنت وعيالك.

وفي الطريق إلى بيته قابل امرأة تبكي من الجوع ومعها طفلها، فنظرا إلى الفطيرتين في يده وقال في نفسه هذه المرأة وابنها مثل زوجتي وابني يتضوران جوعاً فماذا أفعل ؟ ونظر إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيها، فقال لها خذي الفطيرتين فابتهج وجهها وابتسم ابنها فرحا..

اذا كنت تحب القصص القصيرة اضغط هنا .. اذهب واجلس أمام دكان العطار، ولا تتحدث معه على الإطلاق

وعاد يحمل الهم؛ إذ كيف سيطعم امرأته وابنه؟ وبينما هو يسير مهموماً سمع رجلاً ينادي من يدل على أبي نصر الصياد؟ فدله الناس على الرجل .. فقال له: إن أباك كان قد أقرضني مالاً منذ عشرين سنة ثم مات ولم أستدل عليه، خذ يا بني هذه الثلاثين ألف مال أبيك.

قصة افعل الخير للخير من كتاب قصص علمتني الحياة .. قصص قصيرة للعبرة

يقول أبو نصر الصياد وتحولت إلى أغنى الناس، وصارت عندي بيوت وتجارة وصرت أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة لأشكر الله ومرت الأيام وأنا أكثر من الصدقات حتى أعجبتني نفسي، وفي ليلة من الليالي رأيت في المنام أن الميزان قد وضع وينادي مناد: أبا نصر الصياد، هلم لوزن حسناتك وسيئاتك، فوضعت حسناتي ووضعت سيئاتي، فرجحت السيئات؟؟؟

فقلت: أين الأموال التي تصدقتُ بها؟ فوضعت الأموال، فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بنفس كأنها لفافة من القطن لا تساوي شيئاً، ورجحت السيئات وبكيت وقلت: ما النجاة؟ فسمعت المنادي يقول: هل بقي له من شيء؟ فإذا الملك يقول: نعم، بقيت له رقاقتان فوضعت الرقاقتان (الفطيرتان) في كفة الحسنات، فهبطت كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات.

قصة افعل الخير للخير من كتاب قصص علمتني الحياة .. قصص قصيرة للعبرة

فخفت فسمعت المنادي يقول: هل بقي له من شيء؟ فإذا بالملك يقول: بقي له شيء، فقلت: ما هو ؟ فقيل له: دموع المرأة حين أعطيتها الرقاقتين ( الفطيرتين)، فوضعت الدموع فإذا بها كحجر، فثقلت كفة الحسنات، ففرحت، فسمعت المنادي يقول: هل بقي له من شيء؟ فقيل: نعم، ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيت له الرقاقتين..

وترجح كفة الحسنات وترجح وترجح، وإذا المنادي يقول: لقد نجا لقد نجا. فاستيقظت من النوم فزعاً أقول: لو أطعمنا أنفسنا هذا لما خرجت السمكة. افعل الخير وأكثر منه، ولا تخف ولكن اجعل عملك دائماً خالصاً لوجه الله تعالى، إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى. نسأل الله حسن العمل وحسن الخاتمة .