من هو عبد الرحمن منيف؟ محرك البحث غوغل يحتفل بذكرى ميلاد الروائي السعودي

تزامناً مع ذكرى ميلاد الروائي السعودي عبد الرحمن منيف ال 90 احتفل محرك البحث غوغل به و ذلك من خلال تغيير شعارها ويمكن مشاهدة هذا الرسم الخاص في كل من الإمارات والسعودية وعمان والعراق ومصر وليبيا والجزائر والمغرب.

نشأة عبد الرحمن منيف

كان منيف صحفيًا وناقدًا ثقافيًا يعتبر من أهم المؤلفين السعوديين المعاصرين في القرن العشرين، ولد عام 1933 في عمان ، الأردن ، لأبوين سعوديين. في عام 1952 ، انتقل إلى بغداد لدراسة القانون واستقر فيما بعد في القاهرة. حصل على الدكتوراه في اقتصاديات البترول من جامعة بلغراد عام 1961.

عمل في صناعة النفط كخبير اقتصادي في بغداد ثم عمل لاحقًا في وزارة النفط السورية ومنظمة أوبك. أثناء وجوده في العراق ، عمل أيضًا محررًا في مطبوعة شهرية تسمى النفط والتنمية. بدأ الكتابة في السبعينيات بعد أن ترك وظيفته في الحكومة العراقية وانتقل إلى دمشق. كتب منيف عدة قصص قصيرة قبل نشر كتابه الأول.

ألف 15 رواية ، بما في ذلك خماسية مدن الملح حول كيفية تغير العالم العربي خلال عصر النفط. وشملت الكتب الأخرى النهايات ، وشرق المتوسط ، والرواية التاريخية المكونة من ثلاثة مجلدات ، أرض السواد (ثلاثية أرض الظلام).

تمت ترجمة أعماله إلى أكثر من 10 لغات. كما حصل على جوائز عن كتاباته ، منها جائزة العويس الثقافية عام 1989 ، وجائزة ملتقى القاهرة للإبداع العربي في الكتابة الروائية عام 1998. توفي منيف في دمشق عام 2004 عن عمر يناهز 71 عامًا.

أهم أعمال الروائي السعودي خماسية مدن الملح

عندما كتب عبد الرحمن منيف أعماله الروائية العظيمة في الثمانينيات ، كان قد أسمى الروايات الخمس ككل مدن الملح. اليوم ، يتم استخدام هذا العنوان عادةً (وبالطبع بشكل خاطئ) للرواية الأولى القوية للخماسية ، والتي تتناول الدمار الذي تسببه الرأسمالية النفطية في حياة المجتمعات البدوية الأصلية في المملكة العربية السعودية.

اللافت أن عنوان الرواية الأولى لمنيف هو التيه. الترجمة الروتينية لهذا الاسم “الضلال و الضياع” تغفل المغزى الحقيقي للكلمة في هذا السياق. مثل الأرض القاحلة ، ما كان يعنيه هوليس المملكة العربية السعودية ، بل في الشرق الأوسط بأكمله ، نظرًا للشكل الذي اتخذته ، والتحالفات التي أطلقتها والدمار الذي تسببت فيه ، ولدت الرأسمالية أرضًا قاحلة.

بنت الروايات الخمس الأولى صورة قوية للطريقة التي أحدث بها دخول رجال النفط الأمريكيين هذا الأمر. على الرغم من أن الرواية كانت تدور حول النفط بالكامل ، قارئ مدن الملح … لن يرى أدنى تلميح إلى أن المؤلف قد درس اقتصاديات النفط … لا ترى النفط أبدًا ، على الرغم من أنه يتدفق بشكل غير مرئي عبر كل صفحة.

نادراً ما ورد ذكره في المائة صفحة الأولى من مدن الملح ”. وكان منيف مفتونًا وحزيناً بنفس القدر من التبعات السياسية للنفط. في مقابلة عام 1999 مع صحيفة فرنسية ، قال ، “إن النفط انضم إلى الإسلام السياسي واعتنقه ، مما وفر له القوة التي تشتد الحاجة إليها … وفي الوقت نفسه ، مكّن النفط الأنظمة الديكتاتورية من الاستمرار في ممارسة أقسى أشكال القمع. تزامنت الزيادة في النفط والثروة مع تصاعد ردود الفعل والديكتاتورية التي انتشرت في جميع أنحاء المنطقة ”.

كان منيف ينظر إلى الشرق الأوسط على أنه “دولة واحدة واسعة النطاق”، وهو وصف كان من الأسهل بناؤه نظرًا للقمع الاقتصادي الهائل الكامن وراء النموذج السعودي. لم يكن النموذج نفسه غير مستدام من الناحية الاقتصادية فقط (عندما سئل منيف ما تعنيه عبارة “مدن الملح” ، أوضح ، “مدن الملح تعني المدن التي لا توفر وجودًا مستدامًا. وعندما تدخل المياه ، فإن الموجات الأولى ستذيب الملح. وتحول هذه المدن الزجاجية العظيمة إلى غبار “) ، لكن إنشائها افترض مسبقًا اقتلاع واسع النطاق ، وهو نوع من إعادة العرض الحديثة للتراكم البدائي.

عندما انتقلت الجرارات الأولى إلى وادي العيون لتبدأ ما أسماه منيف “مجزرة” الواحة ، “الأشجار” ، كتب ، “صرخت طلباً للمساعدة ، انتتحب ، مذعورة ، نادت بألم لا حول لها ولا قوة ، ثم سقطت متوسلة إلى الأرض ، كما لو كانت تحاول احتضان الأرض لتنمو وتنبت حية مرة أخرى “(مدن الملح ، ص 106).

وبعد قطعة التدمير تلك ، تم نقل سكان الوادي المشردين إلى مدينة المصفاة حران (الظهران الواقعة على ساحل الخليج) ، “حيث وجدوا أنفسهم في أكواخ معدنية تشبه الأفران وتم تشغيلهم كعمال في اقتصاد الأجور تحت السيطرة الأجنبية.

ربما لم تدمج أي رواية باللغة العربية الفصل بين الطبقية والعرقية بشكل واضح مثل هذا الفصل. استندت الظهران إلى الفصل الصارم بين المجتمعين العربي والأمريكي ، والمجتمعات العربية والأمريكية.